اشتُهرِتْ نسبةُ هذه المنظومة لابن الشِّحنة الكبير (ت ٨١٥ هـ)، في الكتب الّتي ترجمت له، وفي ترجمات شُرّاح المنظومة، وفي كتب المصنَّفات والمصنِّفين، ولم يقعْ في ذلك لَبْسٌ سوى ما كان من الطَّهرانيّ في الذّريعة (أ/٢٤٤٤)، و (م/٨٣٧٨)(١)؛ إذْ نسَب المنظومة - كما سيأتي - للميرزا محمّد القمّيّ المشهديّ الّذي ما هو إلّا واحدٌ من شُرَّاحِها.
وإنّ اختصارَها وتكثيف عبارتها جَعَلَ حِفظَها بين طلبة العلم سائغاً شائعاً، فأقبلُوا على استنساخها؛ فهي نافعةٌ جدًّا لطالب البلاغة المبتدئ؛ وأدقُّ من غيرها من المنظومات البلاغيّة، ومفتاحٌ دالٌّ على أبواب البلاغة العربيّة وأشهر فنونها ومصطلحاتها.
ومِن دلائلِ شُيوعِ هذه المنظومةِ:
١ - كثرةُ النُّسَخ الخطّيّة لها في متاحف العالَم ومكتباته.
٢ - وأثرُها في غيرها من المنظومات البلاغيّة اللّاحقة.
٣ - وكثرة الشُّروح؛ فقد شُرِحتْ ودُرِّست في المشرق والمغرب على
(١) انظر: مجلّة تراثنا، العدد التّاسع، ص ٢٠. (٢) أطلعَني الأستاذ الدكتور محمّد بن عبد العزيز نصيف على بحث له؛ بعنوان: «علاقة مائة المعاني بتلخيص المفتاح للقزوينيّ»، وهو بحثٌ رصينٌ لمّا يُنشَر، استقصى الموضوعَ من جوانبِه.