عبد الله بن رَجَاء، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن أبي إسحاق، فذكر الحديث (١).
قال الحاكم ﵁: قد ذكرتُ من طُرق هذا الحديثِ أقلَّ من النصف، فإني تَتبَّعتُ من اتفق الشيخانِ ﵄ على الحُجَّة به في "الصحيحين"، وبقي في كتابي أكثرُ من النِّصف ليتأمّلَ طالبُ هذا العلم: أيُترَكُ مثل هذا الحديث على اشتهاره وكثرة رواته، بأن لا يوجد له عن الصحابي إلَّا تابعيٌّ واحد مقبول ثقة؟
قال لي أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ﵀: لِمَ أسقطا حديثَ أسامة بن شريك من الكتابين؟ قلت: لأنهما لم يَجِدَا لأسامة بن شَريك راويًا غيرَ زياد بن علاقة.
فحدَّثني أبو الحسن ﵁، وكتبه لي بخطِّه، قال: قد أخرج البخاري ﵀ عن يحيى بن حمَّاد، عن أبي عَوانة عن بَيَان بن بِشْر، عن قيس بن أبي حازم، عن مِرْداسٍ الأسلميّ، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال:"يذهبُ الصالحون أسلافًا" الحديث (٢)، وليس لمِرداس راوٍ غيرُ قيس.
وقد أخرج البخاري (٣) حديثين عن زُهرة بن مَعبَد، عن جَدِّه عبد الله بن هشام بن زُهْرة، عن النَّبِيِّ ﷺ، وليس لعبد الله راوٍ غيرُ زُهْرة.
وقد اتفقا جميعًا على إخراج حديث قيس بن أبي حازم، عن عَدِيّ بن عَميرة، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال:"مَن استعملناه على عمل"(٤)، وليس لعَديّ بن عَميرة راوٍ غيرُ قيس (٥).
(١) إسناده قوي من أجل عبد الله بن رجاء وهو أبو عمر الغُدَاني. وأبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السَّبيعي - يرويه عن زياد بن علاقة كما في "إتحاف المهرة" لابن حجر. (٢) "صحيح البخاري" (٦٤٣٤) بنحوه. (٣) "صحيح البخاري (٢٥٠١، ٢٥٠٢) و (٦٦٣٢). (٤) الحديث في "صحيح مسلم" (١٨٣٣) وحده، ولم يخرجه البخاري. (٥) في "تهذيب الكمال" للمزِّي ١٩/ ٥٣٧: روى عنه رجاء بن حيوة وابنه عدي بن عدي =