ائتِ محمدًا، قال: فانطلقتُ إليه فأخرجتُه من حِفْش (١) - قال طلحة: بيتٌ صغيرٌ - فجاء في الظُّهر من شدّة الحرِّ، فجعل يطلب الفَيْءَ يمشي فيه من شدّة حرِّ الرَّمْضاء، فأتيناهم، فقال أبو طالب: إِنَّ بَنِي عمّك زعموا أنك تُؤْذيهم في نادِيهِم وفي مَجلسِهم، فانْتَهِ عن ذلك، فحَلَّقَ رسولُ الله ﷺ ببصره إلى السماء، فقال:"ما تَرَونَ هذه الشمسَ؟ " قالوا: نعم، قال:"ما أنا بأقدَرَ على أنْ أدَعَ ذلك منكم على أنْ تُشعِلوا منها شُعْلةً"، فقال أبو طالب: ما كَذَبَنا ابن أخي قطُّ، فارجِعُوا (٢).
٦٦١١ - أخبرنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا أبو عُلَاثة، حدثنا أَبي، حدثنا زُهير، حدثنا الحسن بن دينار، عن الحسن قال: قَدِمَ علينا عَقِيلُ بن أبي طالب، فتزوج امرأةٌ من جُشَم (٣) بن سعد، فَدَخَلَ بها ثم خَرَجَ، فقالوا له: بالرِّفَاءِ والبَنينَ، فقال: لا تقولوا هذا، فإنَّ رسول الله ﷺ نَهَى أن نقول: بالرِّفاءِ والبَنِينَ (٤) [وأَمَرنا أن
(١) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: حلس، ولا يتوافق وتفسير طلحة له، والصواب ما أثبتنا كما في "دلائل النبوة" للبيهقي. والحِفْش: البيت الصغير. وعند الطبراني من كِبْس، وهو البيت الصغير أيضًا. (٢) إسناده حسن من أجل طلحة بن يحيى: وهو ابن طلحة بن عبيد الله ابنُ أخي موسى بن طلحة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" ١٧ / (٥١١) عن معاذ بن المثنى، بهذا الإسناد. وهو عنده أيضًا من طريق محمد بن عيسى الطباع، عن عبد الواحد بن زياد، به. وأخرجه البزار (٢١٧٠)، وأبو يعلى (٦٨٠٤)، والطبراني ١٧/ (٥١١)، والبيهقي في "الدلائل" ٢/ ١٨٦ - ١٨٧ من طريق يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، به. النادي: مكان اجتماع القوم. (٣) في (ب): من بني جشم. (٤) من قوله: "فقال: لا تقولوا" إلى هنا سقط من (ص) و (ب)، وأثبتناه من (م). وما بعده بين معقوفين سقط من النسخ، واستدركناه من "معجم الطبراني الكبير" ١٧ / (٥١٥) حيث رواه عن أبي علاثة - وهو محمد بن عمرو بن خالد الحراني - بإسناده ومتنه. وهو كذلك في رواية شيبان بن عبد الرحمن عن الحسن بن دينار عند ابن عساكر ٤١/ ٥.