الصابر، وكان قصِيرَ العُنُق، عريضَ الصَّدر، غليظَ الساقَين والساعِدَين، وكان يُعطي الأرامِلَ ويَكسُوهُم، جاهدًا ناصحًا لله ﷿(١).
قال الحاكم: قد اختلفوا في أيوب أنه في أيِّ وقت أُرسل، فقال وهب بن مُنبِّه: إنه من ولد إبراهيم بعد يوسف، وقال محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني مَن لا أتَّهِمُ عن وهب: أنه أيوب بن أمُوص بن رَزاح بن عِيصا بن إسحاق بن إبراهيم، وذُكر عن محمد بن جَرير أنه كان قبل شعيب، وقد احتجَّ أبو بكر بن [أبي] خَيْثَمة أنه كان بعد سليمان بن داود، والله أعلم.
٤١٥٩ - حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا السَّرِيّ بن خُزَيمة، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرني علي بن زيد، عن يوسف بن مِهْران عن ابن عبّاس: أنَّ امرأة أيوبَ قالت له: قد والله نزلَ بى من الجَهْدِ والفاقَةِ ما أن بِعْتُ قَرْني (٢) برغيف فأطعمْتُك، فادْعُ الله أن يَشفيَك، قال: ويحكِ، كنا في النَّعماء سبعين عامًا، فنحنُ في البلاء سبعَ سنين (٣).
(١) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام على رجاله برقم (٤٠٥٩). وقد أخرج الطبري في "تاريخه" ١/ ٣٢٢ - ٣٢٣ تفاصيل البلاء الذي ابتُلي به أيوب وتسلُّط إبليس عليه، من رواية وهب بن مُنبِّه بسند حسن إليه، دون ذكر وصفه الذي ورد في هذه الرواية. (٢) تحرَّفت في (ز) و (ب) إلى: بعث قومي، وسقط لفظ "قومي" من (ص) و (ع)، والمثبت على الصواب من رواية البيهقي في "شعب الإيمان" (٩٣٣٧) عن أبي عبد الله الحاكم، بسنده هذا، والقَرْن: ضفيرة الشعر. (٣) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدعان. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٩٣٣٧)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٠/ ٦٤ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجوزي في "المنتظم" ١/ ٣٢٢ من طريق كثير بن هشام، عن حمّاد بن سلمة، به. وأخرجه دون ذكر بيع امرأة أيوب ضفيرة من شعرها: ابن عساكر ١٠/ ٦٣ - ٦٤ من طريق سليمان بن حرب، عن حمّاد بن سلمة، به.