أَهدى إلي لِقْحةً، فكأني أنظُر إليها في وَجْه بعضِ أهلِه، فأثَبْتُه منها بسِتِّ بَكَرَاتٍ فتَسخَّطَها، لقد هممتُ أن لا أقبل هَديّةً إلّا أن تكونَ من قُرشيٍّ أو أنصارِيٍّ أو ثَقَفيٍّ أو دَوْسِيّ" (١).
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.
٢٣٩٧ - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا أبو المثنَّى، حدثنا مُسدَّد، حدثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن يعقوب بن بَحِير، عن ضِرار بن الأزوَر قال: بعثَني أهلي بلَقُوحٍ إلى رسول الله ﷺ أهدَوْها له، فقال لي: "احلُبْها ودَعْ داعيَ اللَّبَنِ" (٢).
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان - وهو محمد - وقد توبع. وأخرجه مختصرًا أحمد ١٢/ (٧٣٦٣) عن سفيان بن عيينة، والنسائي (٦٥٥٨) من طريق معمر بن راشد، كلاهما عن ابن عجلان، به. وأخرجه أحمد ١٣/ (٧٩١٨) من طريق أبي معشر نجيح السِّنْدي، والترمذي (٣٩٤٥) من طريق أيوب بن أبي مسكين كلاهما عن سعيد المقبري، به. وتابعهما مسعر بن كدام عند ابن أبي شيبة ١٢/ ٢٠١. وأخرجه أبو داود (٣٥٣٧)، والترمذي (٣٩٤٦) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، وصرَّح ابن إسحاق بسماعه عند إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" ٣/ ٩١٧. وقد سمع سعيد المقبري وأبوه من أبي هريرة، وسمع سعيد من أبيه عن أبي هريرة كذلك، فلا يبعد أن يكون سعيد سمعه مرة بواسطة أبيه ومرة سمعه من أبي هريرة مباشرة، فيكون الإسنادان صحيحين، والله أعلم. وأخرجه ابن حبان (٦٣٨٣) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة مختصرًا. والبَكَرات: جمع بَكْرة، وهي الأنثى من الإبل. واللِّقْحة، بالكسر والفتح: الناقة القريبة العهد بالنِّتاج. وقوله: "من يَعذِرُني من فلان"، أي: من يقوم بعُذْري إذا جازَيتُه بصُنْعه فلا يلُومُني على ما أفعلُه به. (٢) مرفوعه حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير يعقوب بن بَحير، فلا يُعرف، وقد اختلف فيه على الأعمش، فرواه كذلك جماعة من الحفَّاظ عنه كما قال أبو زرعة وأبو حاتم =