وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال ابن كثير:(هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله)(١)، وقال الطوفي:(يحتج بها على التأسي به صلى الله عليه وسلم في أفعاله)(٢)، وممن أشار إلى ذلك من المفسرين أيضاً: الجصاص، وإلكيا الهراسي، وابن الفرس، والقرطبي، والسيوطي، والألوسي، وابن عاشور (٣).
مناسبة تعقيب النهي عن الخضوع بالقول، بالحث على اللين لدفع توهم إرادة الغلظة في الخضوع.
٣٧٤ - قال السعدي - رحمه الله -: (قوله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} (٤) ولما نهاهن عن الخضوع في القول، فربما توهم أنهن مأمورات بإغلاظ القول، دفع هذا بقوله: {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٣٢)} أي: غير غليظ، ولا جاف كما أنه ليس بِلَيِّنٍ خاضع). ا. هـ (٥)
(١) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٦/ ٢٧٩٣). (٢) انظر: الإشارات الإلهية (٣/ ١٢٧). (٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٣/ ٤٦٦)، وأحكام القرآن للهراسي (٤/ ١٦٣)، وأحكام القرآن لابن الفرس (٣/ ٤٢٣)، والجامع لأحكام القرآن (١٤/ ١٣٩)، والإكليل (٣/ ١١٠٥)، وروح المعاني (١٢/ ١٦٤)، والتحرير والتنوير (٢١/ ٣٠٣). (٤) ذكر الجصاص استنباطاً آخر من هذه الآية وهو دلالتها على أن المرأة منهية عن الأذان. انظر: أحكام القرآن للجصاص (٣/ ٤٧١). (٥) انظر: تفسير السعدي (٦٦٤).