قال بعضهم: وليس هذا بأبعد من الذّرّ، الذي أخرجه الله تعالى من صلب آدم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قلت: لا شيء من هذا ببعيد إذ هو الفعّال لما يُريد والخلقُ خلقه، والملك ملكه، وأين الفِرار من ذى الاقتدار، واللهُ الفاعلُ المختار.
الخامسة: قال ابن عبد البرّ: لا يكون السّؤال إلّا لمؤمن أو منافق كان منسوبًا إلى دين الإسلام، بظاهر الشهادة بخلاف الكافر، فلا يُسأل (١).
وخالفه الإمام المحقّق في "الرّوح"(٢)؛ فقال: القرآن والسّنّة تدلّ على خلاف هذا القول، وأن السؤال للكافر والمسلم. قال الله تعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}[إبراهيم: الآية ٢٧] وقد ثبت في الصحيح، أنّها نزلت في عذاب القبر، حين يُسأل من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"إنَّ العبدَ إذا وُضع في قبره" وذكر الحديث الذى ذكرناه سابقًا.
"وأما المنافق والكافر، فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دَريت ولا تَليت، ويُضربُ بمطرقة من حديد، فيصيح صيحة يسمعها من يليه،