قال أبو هريرة: إن الله تعالى يحشر الخلق كلهم من دابة وطائر وإنسان (١)، وقال ابن عباس في قوله تعالى:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ}[التكوير: ٥] يُحشَرُ كل شيء حتى الذُّباب ليحشر (٢).
قال العلامة: والحاصلُ أن اللهَ تعالى يجمعُ في ذلك اليوم الأولين والآخرين، حتى لا يدري الشخصُ أين يضع قدمه؟ لشدة الزحام، وفي "تفسير"(٣) مكي: يحشر افاس يومَ القيامة على أرضٍ قد مدَّها اللهُ تعالى مدّ الأديم العكاظي، فهم في ضيق مقامهم فيها كضيق سهام اجتمعت في كنانتها، فالسعيدُ يومئذ من يجدُ لقدمه مقامًا قال: وأكثرُ الأقدام يومئذ بعضها على بعض.
(١) تفسير القرطبي ١٩/ ١٨٩. (٢) تفسير ابن كثير ٤/ ٤٧٧ وعزاه لابن أبي حاتم. (٣) "البداية لبلوغ النهاية" لم يطبع.