الباب السابع في الحوضِ، والكوثرِ وهما ثابتان بالكتابِ والسُّنّةِ وإجماع أهْل الحق
قالَ الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} [الكوثر: ١] وقال الجلال السيوطي في كتابه "البدور السافرة"(١): قد وَرَدَ ذكر الحوض من رواية بضع وخمسين صحابيًا منهم الخلفاء الأربعة، وأبيّ بن كعب، وأنس، والبراء بن عازب، وجابر، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة. وذكر بقيتهم.
قال في "التذكرة"(٢): ذهَبَ صَاحبُ "القوت" إلى أنَّ الحْوض بعد الصراط والصحيح أنَّه قبله. وهكذا قال الغزالي: ذهبَ بعضُ السلفِ إلى أنَّ الحْوضَ يورد بعد الصراط وهو غلط من قائله. قال: القرطبي والمعنى يقتضي تقديم الحوض على الصراط فإنَّ النَّاسَ يخرجون عَطاشا مِنْ قبورِهم كما تقدم فناسب تقديمه.
قال ابن عباس رَضي اللهُ عَنْهُما: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوقوف بين يدي ربّ العَالمين: هل فيه ماء؟ قال:"إي والذي نفسي بيده إنَّ فيه لماء، وإنَّ أولياءَ اللهِ ليردون إلى حياض الأنبياء عليهم السلام"(٣).
(١) "البدور السافرة" (٢١٥). (٢) (١/ ٤٥٧). (٣) "الحلية" (٧/ ٣٥٢) كما ذكره في "التذكرة" للقرطبي (١/ ٤٥٨).