وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال في ذكر الملائكة الذين يلتمسون مجالسَ الذكرِ:"إنَّ اللَّه عزَّ وجل يسألهم وهو أعلم بهم فيقول: مم يتعوذون؟ فيقولون: من النارِ. فيقول: وهل رأوها؟ قالوا: لا واللَّه ما رأوها. فيقول: كيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا، وأشد منها مخافة. فيقول: أشهدكم أني قد غفرتُ لهم"(١).
وخرّج الترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن أنس رضي اللَّه عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:"مَا مِن مسلم يسأل اللَّه الجنَّةَ ثلاثًا إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومَن استجارَ باللَّه مِنَ النَّارِ ثلاثًا إلا قالت النار: اللهُمَّ أجره من النار"(٢) وتقدم.
وأخرجَ أبو صالح عن أبي هريرةَ رضي اللَّه عنه مرفوعًا: "إذا كان يومٌ حارٌ فإذا قال الرَّجلُ: لا إله إلا اللَّه ما أشد حر هذا اليوم اللهمَّ أجرني مِنْ حر جهنَّم. قال اللَّه لجهنَّم: إنَّ عَبدًا مِن عبادِي استجارني مِن حرك، وأنا أشهدكِ أنِّي قدْ أجرته، وإذا كان يوم شديد البردِ فإذا قال العبدُ: لا إله إلا اللَّه ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهريرك
(١) رواه البخاري (٦٤٠٨)، ومسلم (٢٦٨٩). (٢) رواه أحمد ٣/ ١١٧ و ١٤١ و ١٥٥ و ٢٥٨ و ٢٦٢، وابن ماجه (٤٣٤٠)، والترمذي (٢٥٧٢)، والنسائي ٨/ ٢٧٩، وهو حديث صحيح.