بعضَ ما ذُكر، من قتل الخنزير وكسر الصليب، إذ لا مانع أن كلا منهما يفعله (١)، أي: فإنا لم نقل أن سيّدنا المهديَّ يستأصِلُ الخنازير والصليب، والله أعلم.
المقام الثاني: في علاماته التي يُعرف بها، والأمارات الدالة على خروجه:
أمَّا العلامات فمنها: أنّ معهُ قميصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيفه، ورايتُه من مِرط مخملة معلّمة سوداء، فيها حجر لم تنشر منذ توفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا تنشر حتى يخرج المهدي، مكتوب على رأسه: البيعة لله، كذا في "الإشاعة"(٢)، ومنها أنّ على رأسه عمامةٌ فيها منادٍ ينادي: هذا المهدي خليفةُ الله (٣) فاتَّبِعوه، قاله ابن حجر:
(١) "القول المختصر" ص ٤٢. (٢) "الإشاعة" ص ٩٠. (٣) قال الألباني رحمه الله في الضعيفة (٨٥) في تعليقه على أحد أحاديث ذِكر المهدي: وهذه الزيادة: "خليفة الله"؛ ليس لها طريق ثابت، ولا ما يصلح أن يكون شاهدًا لها، فهي منكرة؛ كما يفيده كلام الذهبي السابق، ومن نكارتها أنَّه لا يجوز في الشرع أن يُقال: فلان خليفة الله لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز، وقد بيَّن ذَلِكَ شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقال في "الفتاوى" (٢/ ٤١٦): "وقد ظن بعض القائلين الغالطين كابن عربي، أن الخليفة هو الخليفة عن الله، مثل نائب الله، والله تعالى لا يجوز له خليفة، ولهذا "قالوا لأبي بكر: يا خليفة الله! (فقال: لست بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حسبي ذَلِكَ)، بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا". وذلك لأنَّ الله حي شهيد مهيمن قيوم رقيب حفيظ غني عن العالمين، ليس له =