قال إبراهيم التيمي رحمه الله: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأنَّ أهل الجنَّةِ قالوا:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}[فاطر: ٣٤]، أي: فإنه يدل على أنهم كانوا متلبسين به في حال الدُّنيا؛ لأن قولهم:{أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} يقتضي أنهم كانوا محزونين، ومتصفين به فعوضهم اللَّه فرحًا دائمًا، وسرورًا لا انقضاء له. قال: وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنَّة؛ لأنهم قالوا:{إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}(١) وكان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يستعيذ من النار، ويأمر بذلك في الصلوات، وغيرها والأحاديث في ذلك أكثر من أن تستقصى. قال أنس رضي اللَّه عنه: كان أكثر دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: ٢٠١] أخرجه البخاري (٢).
وأخرج النسائي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أنه سمع النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:"اللهم إني أعوذ بك من حرّ جهنم"(٣).
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٤/ ٢١٥، والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٥١٧. (٢) رواه البخاري (٦٣٨٩) في الدعوات، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "ربنا آتنا في الدنيا حسنة". (٣) رواه النسائي (٥٥٢٠) في الاستعاذة، باب: الاستعاذة من حر النار.