الزُّهْرِيّ" (١)، وقال في موضع آخر بعدما ذكر كلام الزُّهْرِيّ: "وَمَعْنَاه أَنّ الْعَقَب الْمَذْكُور في قَوْلِه فَعَاقَبْتُم أي أَصَبْتُم من صَدَقَات الْمُشْرِكَات عِوَض ما فَات من صَدَقَات الْمُسْلِمَات، وهذا تَفْسِير الزُّهْرِيّ" (٢).
[التعليق على الخبر]
قوله عَزّ وَجَلّ:{وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا}(٣)، أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ (٤)، ولم يرد في سبب نزولها غير قول الزُّهْرِيّ، وهو موقوف عليه، ولم أجده متصلًا من أي وجه.
القائل: " بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - " هو ابن شهاب الزُّهْرِيّ، كما يتضح من سياق الخبر.
طرق يتصل بها بلاغ الزُّهْرِيّ:
هذا الحديث يتصل من وجهين صحيحين ثابتين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن عباس عن مَيْمُونَة، ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين:
(١) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ٥/ ٣٥٢. (٢) المصدر نفسه، ٩/ ٤٢٢. (٣) سورة الممتحنة، آية: ١١. (٤) انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس] مكتبة الفلاح، الكويت، ط ١، ١٤٠٨ هـ[، ص ٧٤٣. (٥) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب الذبائح والصيد، باب إذا وقعت الفَأرَة في السَّمْن الجامد أو الذَّائِب، رقم (٥٥٣٩)، ٧/ ٩٧.