وَغُلُّوهَا (١) فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ}(٢)، فَالقُوا اللَّهَ بِالمَصَاحِفِ" قَالَ الزُّهْرِيّ: «فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -»(٣).
[نسبة البلاغ إلى قائله]
القائل: "فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ ... " هو ابن شهاب الزُّهْرِيّ؛ وهو واضح في سياق الخبر.
طرق يتصل بها بلاغ الزُّهْرِيّ:
بلاغ الزُّهْرِيّ عن كراهة رجال ما أفاضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمقالة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يتصل معناه، فهذا أبو الدّرداء (٤)، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسيّد أهل الشّام، يبلغه صنيع ابن مسعود، فلا يرضاه:
أخرجه البخاري (٦) عن مُوسَى بن إِسْمَاعِيلَ، والنَّسائي (٧) عن الْهَيْثَم بن أَيُّوب، كلاهما (موسى والهيثم) عن إِبْرَاهِيم بن سَعْد عن ابن شهاب، به إلى قوله: "وأرسل إلى كل
(١) الغلول: الخيانة وخصه بعضهم بالخيانة في الفيء، والمقصود هنا كتم المصاحف (انظر: لسان العرب لابن منظور، مادة (غلل)). (٢) سورة آل عمران، آية: ١٦١. (٣) التِّرْمِذِيّ، سنن التِّرْمِذِيّ: أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة التّوبة، رقم (٣١٠٤)، ٥/ ٢٨٤. (٤) هو: الصحابي عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج، الأَنْصارِيّ، أَبُو الدرداء الخزرجي (انظر ترجته في: تهذيب الكمال للمزي، ٢٢/ ٤٧٠). (٥) ابن أبي داود، المصاحف] الفاروق الحديثة، القاهرة، ط ١، ١٤٢٣ هـ[، ١/ ٨١. (٦) البخاري، الجامع المسند الصحيح: كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن، رقم (٤٩٨٧)، ٦/ ١٨٣. (٧) النَّسائي، السنن الكبرى: كتاب فضائل القرآن، باب بلسان من نُزِّل الْقُرْآن، رقم (٧٩٣٤)، ٧/ ٢٤٦.