فإنَّا نُهِينُ المالُ منْ غَيْرِ ظنَّهٍ ... ولا يَشْتَكِينا في السنينَ ضَرِيرُها
أي: لا يشتكينا الفقر في المحل لأنا نسعفه ونكفيه، ولما كانت السنة يعني بها الجدب اشتقوا منها كما يشتق من الجدب فقيل: أسنتوا كما يقال: أجدبوا) (٢). قال الشاعر (٣):
وَرِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
وقالوا في جمع السنة: سنون وسنين، وإنما جمعت هذا الجمع للنقصان الذي لحقها، وقد مرّ بيان هذا في هذا الكتاب (٤).
قال أبو زيد:(وبعض العرب يقول: هذه سنين ورأيت سنيناً فيعرب النون)(٥).
(١) "ديوانه" ص٦٢، و"البحر المحيط" ٤/ ٣٦٩، و"الدر المصون" ٥/ ٤٢٧، وفي الديوان (وما) بدل (ولا). (٢) "الحجة" لأبي علي ٢/ ٣٦٩ - ٣٧٢. (٣) الشاهد لعبد الله بن الزِّبَعْرَى في "ديوانه" ص ٥٣، و"الصحاح" ٥/ ٢٠٥٨ (هشم)، والقرطبي ٧/ ٢٦٤، و"اللسان" ٤/ ٢١١١ (سنن)، ولمطرود بن كعب الخزاعي في "الاشتقاق" ص ١٣، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٧٦٤ (هشم) ولبنت هاشم بن عبد مناف في "العين" ٣/ ٤٠٥، و"المبهج" لابن جني ص ٦٠، و"اللسان" ٨/ ٤٦٦٨ (هشم) وبلا نسبة في "النوادر" لأبي زيد ص ١٦٧، و"الكامل" للمبرد ١/ ٢٠٩، و"المقتضب" ٢/ ٣١١، ٣١٥، و"سر صناعة الإعراب" ٥٣٥، والرازي ١٤/ ٢١٤، و"البحر" ٤/ ٣٦٩، و"الدر المصون" ٥/ ٤٢٧، وصدره: عَمْرُو العُلاَ هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ وعمرو هو ابن هاشم جد النبي - صلى الله عليه وسلم - سمي هاشمًا؛ لأنه هشم الخبز فجعله ثريدًا، ومسنتون: أي أصابتهم سنة وقحط وعجاف: هزل وضعف. انظر: "حاشية ديوان عبد الله بن الزبعرى" ص ٥٢ - ٥٤. (٤) انظر: "البسيط" النسخة الآزهرية ١/ ٧٣ أو ١٥٦ أ (٥) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٨٢ وزاد: (وبعضهم يجعلها نون الجمع فيقول: هذه سنون،=