وقوله تعالى:{فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} قال ابن عباس: (بركات من السماء والأرض، يريد النعمة والسرور)(١).
وقال مقاتل:({أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} من الخير بعد التفسير الذي كانوا فيه)(٢).
(٣) وقال الزجاج: ({فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} كان مغلقًا عنهم من الخير، {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا} أي: حتى إذا ظنوا أنه ما كان نزل بهم لم يكن انتقامًا من الله، وأنهم لما فتح عليهم ظنوا أن ذلك باستحقاقهم {أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} أي: فاجأهم عذابنا من حيث لا يشعرون)(٤). قال الحسن: في هذه الآية (مكر بالقوم، ورب الكعبة)(٥).
(١) قال الواحدي في "الوسيط" ١/ ٣٧: (قال ابن عباس ومقاتل والسدي: رخاء الدنيا وبسرها وسرورها) ا. هـ. وجاء في "تنوير المقباس" ٢/ ١٩ {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} من الزهرة والخصب والنعيم) ا. هـ وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٩٣ بأسانيد جيدة عن مجاهد قال: (رخاء الدنيا ويسرها على القرون الأولى)، وعن قتادة قال: (يعني الرخاء وسعة الرزق)، وعن السدي قال: (يقول من الرزق)، واللفظ عام يشمل الجميع. (٢) "تفسيرمقاتل" ١/ ٥٦١. (٣) هنا حصل اضطراب في ترتيب نسخة (ش) حيث وقع ص ١٠٠ ب في ص ١١٩ ب. (٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٨، وقال النحاس في "معانيه" ٢/ ٤٢٤: (التقدير عند أهل اللغة: فتحنا عليهم أبواب كل شيء مغلقًا عنهم. ا. هـ. وانظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٣٥. (٥) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٢٩١ بسند ضعيف، وذكره أكثرهم. انظر: "الوسيط" ١/ ٣٨، وابن الجوزي ٣/ ٣٩، والرازي ١٢/ ٢٢٦، وابن كثير ٢/ ١٤٩، والبيضاوي ١/ ٣٠١، و"الفتح السماوي" للمناوي ٢/ ٦٠٥، وفيه (أن البيضاوي جعله من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال السيوطي: لم أقف عليه مرفوعًا , وإنما هو من قول الحسن). ا. هـ.