والسماء [معناه](١): المطر هاهنا، والمدرار: الكثير الدر وأصله من قولهم: درّ اللبن إذا أقبل على الحالب منه (٢) شيء كثير فالمدرار يصلح أن يكون من نعت السحاب (٣) ويجوز أن يكون من نعت المطر، ويقال: سحاب مدرار إذا تتابع إمطاره ومفعال يجيء في نعت يبالغ فيه. قال مقاتل:(مدرارًا: متتابعًا)(٤) وقال المؤرج (٥): (مرة بعد أخرى)(٦). ويستوي في المدرار المذكر والمؤنث (٧)
وقوله تعالى:{فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} قال ابن عباس: (يريد بكفرهم وجرأتهم عليَّ)(٨). وقوله تعالى:{وَأَنْشَأْنَا} معنى الإنشاء ابتداء الإيجاد من
= وذكر البغوي في "تفسيره" ٣/ ١٢٨ عنه أنه قال: (متتابعًا في أوقات الحاجات) ا. هـ. (١) لفظ: (معناه) ساقط من (أ). وانظر: "الزاهر" لابن الأنباري ١/ ٢٣٨. (٢) انظر: "جمهرة اللغة" ١/ ١١، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١١٧١، و"الصحاح" ٢/ ٦٥٥، و"مقاييس اللغة" ٢/ ٢٥٥، و"المفردات" ص ٣١٠، و"اللسان" ٣/ ١٣٥٧ (در). (٣) مثله قال الرازي ١٢/ ١٥٩، والأكثر على أن {مِدْرَارًا} حال من السماء، وهو الظاهر؛ لأنه بعد معرفة. انظر: "إعراب النحاس" ١/ ٥٣٧، و"المشكل" ١/ ٢٤٦، و"البيان" ١/ ٣٨١، و"الفريد" ٢/ ١٢١، و"البحر" ٤/ ٧٦، و"الدر المصون" ٤/ ٥٤١، ولعل مراد الواحدي بالنعت الحال؛ لأن أصله صفة. انظر "الأصول" لابن السراج ١/ ٢١٣، و"شرح شذور الذهب" ص ٢٤٤. (٤) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٥٠. (٥) تقدمت ترجمته. (٦) ذكره الرازي ١٢/ ٧٦، عن مقاتل، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٨٦، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٣٤، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٥٠، و"نزهة القلوب" ص ٤٤٠. (٧) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٢٢٩، والنحاس ٢/ ٤٠١. (٨) انظر: "تنوير المقباس" ٢/ ٤.