وقوله تعالى:{لِلَّذِينَ هَادُوا}. قال ابن عباس: يريد تابوا، يعني من الكفر (٢).
واللام في قوله:{لِلَّذِينَ} من صلة قولهم: {يَحْكُمُ} أي يحكمون بالتوراة لهم وفيما بينهم (٣).
قال الزجاج: وجائز أن يكون المعنى على التقديم والتأخير، على معنى: إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور للذين هادوا يحكم بها النبيون الذين أسلموا والربانيون (٤).
ومضى تفسير الربانيين (٥).
فأما الأحبار فقال ابن عباس: هم الفقهاء (٦).
واختلف أهل اللغة في واحده واشتقاقه، فقال أبو عبيد: بعضهم
(١) انظر: "التفسير الكبير" ١٢/ ٣. (٢) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٣/ ٨٨٨، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٦٤. (٣) انظر: "الدر المصون" ٤/ ٢٧٠. (٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٧٨، وانظر: "معاني النحاس" ٢/ ٣١٢، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٦٠. (٥) ذكر ذلك عند قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: ١٤٦]، حيث إن هذه الكلمة: الربانيون أول ما وردت في القرآن في هذا الموضع. انظر: "البسيط" نسخة دار الكتب ٢/ ل٧٠. قال الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٤٩: والربانيون جمع رباني، وهم العلماء الحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبيرهم أمورهم والقيام بمصالحهم. انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ١٧٨. (٦) لم أقف عليه، وقال بهذا مجاهد وعكرمة. انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٥٠ , ٢٥١.