أن ربيعة بن أمية بن خلف كان قد أدمن الشراب، فشرب في رمضان، فضربه عمر ﵁ وغرّبه إلى ذي الردة، فلم يزل بها حتى توفي عمر ﵁، واستخلف عثمان ﵁، فقيل له:
قد ولّى عمر واستخلف عثمان، فلو دخلت المدينة ما ردّك أبدا، فقال: لا والله لا أدخل. فتقول قريش غرّبه رجل من بني عدي بن كعب فلحق بالروم فتنصر، فكان قيصر يحبوه ويكرمه، فأعقب بها، قال فأخبرني أبي قال: قدم رسول ليزيد بن معاوية على معاوية ﵁ من بلاد الروم، فقال معاوية ﵁:
هل كان للناس خبر؟ قال: نعم: بينا نحن محاصرو مدينة كذا إذ سمعت رجلا فصيح اللسان مشرفا من بين شرفتين من شرف الحصن ينشد:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا (١) … أنيس ولم يسمر بمكة سامر
(١) الحجون: الجبل الذي بحذاء مسجد البيعة والمشرف على شعب الجزارين، والأبيات قالها مضاد بن عمرو الجرهمي يتشوف إلى مكة لما أجلتهم عنها خزاعة، وبعد هذين البيتين ما يلي: فأخرجنا منها المليك بقدرة … كذلك يا للناس تجري المقادر فصرنا أحاديث وكنا بغبطة … كذلك غضتنا السنون الغوابر وبدلنا بها كعب دار غربة … بها الذئب يعوي فسحت دموع العين تجري ببلدة (مراصد الاطلاع ٣٨٣:١ - ياقوت ٢١٥:٢).