إن متّ اليوم من كان يرثك؟ قال: ولدي وأهلي. قلت: فلم ترث رسول الله ﷺ دون ولده وأهله؟ قال: ما فعلت، بنت رسول الله ﷺ. قلت: بلى، عمدت إلى فدك - وكانت صافية لرسول الله ﷺ فأخذتها، وعمدت إلى ما أنزل من السماء فرفعته هنا. قال: بنت رسول الله لم أفعل؛ حدثني رسول الله ﷺ: أن الله ﵎ يطعم النّبيّ الطّعمة ما كان حيّا، فإذا قبضه الله رفعت، قلت: أنت ورسول الله أعلم، ما أنا بسائلتك بعد مجلسي هذا (١).
حدثنا هارون بن عمر قال، حدثني الوليد قال، حدثني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: أرادت فاطمة أبا بكر ﵄ على فدك وسهم ذي القربى فأبى عليها، وجعله في مال الله، وأعطى فاطمة ﵂ نخلا يقال له: الأعواف (٢) مما كان لرسول الله ﷺ.
حدثنا أحمد بن إبراهيم قال، حدثنا عباد بن العوام قال، حدثنا هلال بن خبّاب،، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄ قال: مات - والله - رسول الله ﷺ ولم يترك دينارا
(١) ورد بمعناه في مسند الإمام أحمد بن حنبل ١٦٠:١ عن عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة عن محمد بن الفضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل، وكذا بمعناه في ١٧٩:١ عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة. (٢) الأعواف: في الأصل «العاف» والتصويب عن وفاء الوفا ١٥٣:٢ ط. الآداب، والأعواف كانت لخنافة اليهودي من بني قريظة، وصارت إحدى صدقات النبي ﷺ وآباره (وفاء الوفا ١١٢٨:٤ محيي الدين).