عائشة ﵂ فدخل عليها الأشتر - وعثمان ﵁ محصور - فقال: يا أمّ المؤمنين، ما تقولين في قتل هذا الرجل؟ قالت: فتكلّمت امرأة بيّنة اللّسان صيّتة فقالت: معاذ الله أن آمر بسفك دماء المسلمين وقتل إمامهم واستحلال حرمتهم. فقال الأشتر:
كتبتنّ إلينا حتى إذا قامت الحرب على ساق انسللتنّ منها! قال أبو وكيع: فسمعت الأعمش يزيد في هذا الحديث: أنّ عائشة ﵂ حلفت يومئذ بيمين ما حلف بها أحد قبلها ولا بعدها قالت:
والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليكم سوداء في بيضاء حتّى قعدت مقعدي هذا.
* حدثنا حيّان بن بشر، عن يحيى بن آدم، عن الأعمش، عن خيثمة، عن مسروق قال: قالت عائشة ﵂ حين قتل عثمان ﵁: أتركتموه كالثّوب النّقيّ من الدّنس، ثم قرّبتموه فذبحتموه كما يذبح الكبش (١)؟! ألا كان هذا قبل هذا؟ قال: فقلت لها: هذا عملك، كتبت (إلى الناس تأمرينهم بالخروج إليه، قال فقالت عائشة: لا، والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون (٢) ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش: كانوا يرون أنّه كتب على لسانها (٣).
* حدثنا محمد بن أبي أسامة قال، حدثنا عبد القدوس بن الحجاج قال، حدثنا صفوان بن عمرو قال، حدثني عبد الرحمن
(١) البداية والنهاية ١٩٥:٧. (٢) بياض في الأصل بمقدار سطر والمثبت عن طبقات ابن سعد ٥٧:٣/ ١. (٣) البداية والنهاية ١٩٥:٧.