والصَّحيحُ: أنَّ هذا لَيسَ بتكليمٍ، والاِسْتِثْناءُ في الآية مِنْ غَيرِ الجنس، كما في الآية الأخرى: ﴿آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا﴾ [آل عِمرَان: ٤١]، والرَّمْزُ لَيسَ بتكليمٍ، لكِنْ إنْ نوى (٣) تَرْكَ مُواصَلته (٤)، أوْ كان سببُ يمينه يقتضي هِجْرانَه، فإنَّه يَحنَثُ.
(وَإِنْ حَلَفَ لَا يَبْتَدِئُهُ بِكَلَامٍ)، أوْ لا كلَّمْتُ فُلانًا حتَّى يُكلِّمَني، أوْ حتَّى يبدأني (٥) بكلامٍ، (فَتَكَلَّمَا (٦) مَعًا (٧)؛ حَنِثَ) في الأصحِّ؛ لِأنَّ كلَّ واحِدٍ منهما مُبتَدِئٌ؛ إذ (٨) لم يتقدَّمْه كلامٌ سِواهُ.
وفي «الرِّعاية»: قُلْتُ: لا.
لكِنْ إذا قال: لا بَدَأْتُه بكلامٍ، فتكلَّما معًا؛ لم يَحنَثْ، جَزَمَ به في «المحرَّر» و «الوجيز»(٩)؛ لِعَدَمِ البداية (١٠).
(١) في (ظ): يكون بنية. وفي (ن): يكون بيته. (٢) في (م): كلمة. (٣) قوله: (نوى) سقط من (م). (٤) قوله: (مواصلته) في (ظ): مواصلة أو سبب. (٥) في (م): يبتدأني. (٦) في (ن): فكلما. (٧) قوله: (معًا) سقط من (م). (٨) في (م): إذا. (٩) في (ن): «الوجيز» و «المحرر». (١٠) في (م): البدأة.