قَالَ الصولي: فسمعت إسمَاعيل بْن إسحاق يقول- وقد ذكر يحيى بْن أكثم- فعظم أمره وقال: كَانَ لَهُ يوم [٣] فِي الإسلام لم يكن لأحد مثله، وذكر مثل [٤] هَذَا اليوم، فَقَالَ لَهُ رجل: فمَا كَانَ يقال؟ قَالَ: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد، وكانت كتبه فِي الفقه أجل كتب، فتركها الناس لطولها [٥] .
قَالَ المصنف رحمه الله: لمَا استخلف المتوكل صير يحيى في مرتبة أحمد بن ١٣١/ ب أبي دؤاد وخلع عَلَيْهِ خمس خلع، ثم عزل/ بجعفر بْن عبد الواحد، وغضب عَلَيْهِ المتوكل، فأمر بقبض أملاكه، ثُمّ دخل [٦] مدينة السلام، وأمره [٧] بأن يلزم [٨] منزله [٩] .
أَخْبَرَنَا القزاز قال: أخبرنا أحمد بْنِ عَلِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي الفتح الفارسي قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بْن الحسن بْنِ [١٠] الْمَأْمُونِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَنْبَارِيُّ قَالَ:
حدثني محمد بْن الْمَرْزُبَان قَالَ: حدثني علي بْن مسلم الكاتب قَالَ: دخل عَلَى يحيى بْن أكثم ابنا مسعدة- وكانا عَلَى نهاية من الجمَال- فلمَا رآهمَا يمشيان فِي الصحن أنشأ يقول:
يَا زائرينا من الخيام ... حياكمَا الله بالسلام
لم تأتياني وبي نهوض ... إِلَى حلال ولا حرام
يحزنني أن وقفتمَا بي ... وليس عندي سوى الكلام [١١]
ثم أجلسهمَا بين يديه، وجعل يمازحهما حتى انصرفا.
[١] في ت: «محفوظ» . [٢] في ت: «فنادوا بها» . [٣] «يوم» ساقطة من ت. [٤] «مثل» ساقطة من ت. [٥] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٤/ ١٩٩- ٢٠٠. [٦] في ت: «ثم أورد» . [٧] «وأمره» ساقطة من ت. [٨] في ت: «وألزمه» . [٩] انظر: تاريخ بغداد ١٤/ ٢٠٠- ٢٠١. [١٠] في الأصل: «محمد بن أبي الحسن» . [١١] في ت: «القيام» .