[١٦ - وفي رمضان من هذة السنة: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجيشه من المدينة لفتح مكه.]
[الشرح]
عَنْ عبد الله بن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ في رَمَضَانَ مِنْ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إلى مَكَّةَ (١).
وقد تكتم النبي - صلى الله عليه وسلم - الخبر وحرص على السرية التامة، حتى لا يصل الخبر لقريش فيستعدوا له.
عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ أبا بكر دخل عليها وهي تُغربل حِنطة، فقال: ما هذا؟ أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجهاز؟ قالت: نعم فتجهزْ، قال: وإلى أين؟ قالت: ما سمَّى لنا شيئًا، غير أنه قد أمرنا بالجهاز (٢).
واستخلف النبي - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أبا رهم كلثوم بن حُصين بن عتبة بن خلف الغفاريَّ (٣).
١٧ - وفي رمضان من هذه السنة: جاء العباس بن عبد المطلب بعياله من مكه مهاجرًا إلى المدينة، فالتقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بالجُحْفة.
[الشرح]
[قال ابن إسحاق - رحمه الله -]
وقد كان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق.
(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤٢٧٦)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الفتح في رمضان، ومسلم (١١١٣)، كتاب: الصيام، باب: جواز الفطر في شهر رمضان للمسافر في غيرمعصية. (٢) إسناده حسن: أخرجه البيهقي في "الدلائل" ٥/ ١٢، وابن كثير في "البداية والنهاية" ٤/ ٣١٧، من رواية ابن إسحاق في "المغازي" بإسناد حسن. (٣) إسناده صحيح: "سيرة ابن هشام" ٤/ ١٠، بإسناد صحيح.