وبعد أن رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مرَّ بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحُد، فلما نُعُوا لها قالت: فما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيرًا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى انظر إليه، قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته، قالت: كل مصيبة بعدك جلل! تريد صغيرة (١).
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قال: مر رَسُولُ الله بنسَاءِ عبد الْأَشْهَلِ يَبْكِينَ هَلْكَاهُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ"، فَجَاءَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ حَمْزَةَ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:"ويحَهُنَّ مَا انْقَلَبْنَ (٢) بَعْدُ؟ مُرُوهُنَّ فَلْيَنْقَلِبْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ"(٣).
١٠ - وفي اليوم التالي لغزوة أُحُد: خرج المسلمون لغزوة حمراء الأسد.
[الشرح]
بعد عودة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أراد أن يطارد المشركين حتى لا يفكروا
(١) حسن: أخرجه ابن هشام في "السيرة" ٣/ ٢٩، عن ابن إسحاق بسند حسن إلى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -. (٢) أي: ما رجعن إلى بيوتهن. (٣) صحيح: أخرجه أحمد ٢/ ٨٤، ابن ماجه (١٥٩١)، كتاب: الجنائز، باب: ما جاء في البكاء على الميت، وصححه الألباني في "صحيح السنن".