عن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أَنَا محَمَّدٌ، وَأنا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو الله بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عقبى، وَأَنَا الْعَاقِبُ"(١).
عَنْ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ:"أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ"(٣).
[ومن أسمائه: المتوكل.]
عَنْ عبد الله بن عَمْرِو بن الْعَاصِ - رضي الله عنهما - أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي في الْقُرْاَنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥)} [الأحزاب: ٤٥]. قَالَ في التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عبدي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا
(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (٣٥٣٢) كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسمائه - صلى الله عليه وسلم -، ومسلم (٢٣٥٤) كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه - صلى الله عليه وسلم -. (٢) قال النووي: فقال شمر: هو بمعنى العاقب، وقال ابن الأعرابي: هو المتبع للأنبياء، يقال قفوته أقفوه إذا اتبعته. وقافية كل شيء آخره. اهـ. "شرح مسلم". (٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٥٥)، وزاد الطبراني في "الأوسط" (٢٧١٦)، ونبي الملحمة، وصحح الألباني هذه الزيادة "صححِح الجامع" (١٤٧٣). ومعنى نبي الملحمة أي: نبي الحرب وسمي بذلك لحرصه على الجهاد.