العقلاء، وسخروا من قولهم، وقالوا: إن إثبات الرؤية من دون مقابلة لا معنى له، بل هو باطل عند جميع العقلاء.
وقوله:((فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ، إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا)): لا تضارون، أي: لا يصيبكم ضرر، وفي اللفظ الآخر:((لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ)) (١)، أي: لا يصيبكم ضَيْم، وهو: الظُّلم أَو الإِذلال.
وقوله:((أَيْ فُلْ)): نداء، أي: يا فلان، وهو ترخيم على غير قياس، والترخيم: حذف أواخر الأسماء المفردة تخفيفًا، ولا يكون إلا في النداء (٢)، مثل قول امرئ القيس:
ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:((يَا عَائِشُ)) (٤)، يعني: يا عائشة.
وقال بعضهم: إنها لغة في ((فلان)).
وفيها: دليل على أن الله تعالى يخاطب الإنسان بدون واسطة، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر-: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، وَلا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ)) (٥).
وقوله:((أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ؟ ))، أي: أجعلك سيدًا على غيرك.
وقوله:((وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ )): ترأس، أي: تصير رئيسَ القوم وكبيرَهم، وتربع معناه: تأخذ المرباع، وهو ربع المال الذي كانت تأخذه ملوك الجاهلية من الغنيمة، وروي:((تَرْتَع)) (٦)، أي: تتنعم.