قوله:((فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ))، يعني: إن استطعت أن تطلب منه أن يستغفر لك، أي: أن يسأل الله أن يغفر لك؛ لأنه لا بأس بطلب الاستغفار من الفاضل، وشيخ الإسلام رحمه الله كان يرى أنه يكره للإنسان أن يأتي آخر ويقول له: ادع الله لي، أو استغفر لي، ويقول: هذا مكروه إلا إذا نوى أن الملك يستغفر له؛ لأنه جاء في الحديث:((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ)) (١) فإذا نوى هذه النية زالت الكراهة (٢).
وفي هذا الحديث: دليل على استغفار المفضول للفاضل.
(١) أخرجه مسلم (٢٧٣٢). (٢) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، لابن تيمية (١/ ٧٥).