في هذا الحديث: أن العز والكبرياء صفتان لله تعالى، كما يليق بجلاله وعظمته، كسائر الصفات.
وقوله:((الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ)): قال النووي رحمه الله: ((هكذا هو في جميع النسخ، فالضمير في ((إِزَارُهُ)): و ((رِدَاؤُهُ)): يعود إلى الله تعالى؛ للعلم به، وفيه محذوف تقديره: قال الله تعالى: ((وَمَنْ يُنَازِعُنِي ذَلِكَ أُعَذِّبُهُ)) ومعنى ينازعني: يتخلق بذلك، فيصير في معنى المشارك، وهذا وعيد شديد في الكبر مصرح بتحريمه)) (١).
وقال تعالى:{وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}، ومن أسماء الله تعالى:{العزيز الجبار المتكبر}، فلا يجوز للإنسان أن يتكبر على الناس؛ لأن الكبر من صفات الله عز وجل، وهو من كبائر الذنوب؛ ولهذا ففي الحديث:((الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ)) (٢)، أي: احتقارهم.
وقال النووي رحمه الله: ((فأما تسميته إزارًا ورداءًا فمجاز واستعارة حسنة،
(١) شرح مسلم، للنووي (١٦/ ١٧٣). (٢) أخرجه مسلم (٩١).