وممن ذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه: ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد (١)، وأبو الحسن الأشعري رحمه الله فيما نقله عنه السهيلي في الروض الأنف (٢)، والقاضي عياض في الشفا (٣)، والنووي (٤)، رحمهم الله، مع ورود الأحاديث الصريحة بأنه صلى الله عليه وسلم لم يَرَ ربَّه عز وجل، ومع ذلك فقد أوَّلوها، وهي صريحة كالشمس، مثل: حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: ((هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ )) قَالَ: ((نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ؟ ))، وقال:((حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ))، وهذا صريح بأنه لم يره عز وجل.
وجماهير الصحابة على أن النبي لم يرَ ربَّهُ ليلة المعراج (٥).