وقوله:((لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ)) وهو يوم الحديبية، وأبو جندل هو العاص بن سهيل بن عمرو، جاء يرصف في قيوده، والنبي صلى الله عليه وسلم يكتب كتابًا مع سهيل، فجاء مسلمًا يرمي بنفسه بين المسلمين، قال: يا أيها الناس قد عذبني المشركون، فقال سهيل: من الشروط أنك ترد علينا هذا العاصي، فقال الذي معه: لم نكتب إلى الآن الكتاب، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رده إليهم (٢).
وقوله:((مَا فَتَحْنَا مِنْهُ فِي خُصْمٍ إِلَّا انْفَجَرَ عَلَيْنَا مِنْهُ خُصْمٌ)) المراد: الناحية والجهة، كالشيء الذي يتشقق على الإنسان، إذا سددنا هذا انفتح هذا، والمعنى: أن كل الأمور التي مضت، منها صلح الحديبية إذا وضعنا سيوفنا على عاتقنا، وأوقفنا القتال أضفى بنا إلى أمر حميد، إلا مسألة صفين؛ فإنها أضفت بنا إلى الشدة.
هذه الأحاديث في صلح الحديبية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم قد جاؤوا معتمرين، فصدهم كفار قريش، ثم وقع الصلح بينهم.
(١) أخرجه البخاري (٤١٧٧) (٢) أخرجه البخاري (٢٧٣١)
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ورد ما بين معكوفين في الأصل الإلكتروني