وقوله:((فَأَبَى ذلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم))، أي: امتنع من إجابة الطفيل.
وقوله:((لِلَّذِي ذَخَرَ الله لِلأَنْصَارِ))، أي: رفض عرض الطفيل، لأن الله تعالى أراد أن يكرم الأنصار بهجرته إليهم، فلم يشرح صدره صلى الله عليه وسلم بالهجرة لغيرهم.
وقوله:((فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ))، أي: كرهها، قالوا: اجتويت المدينة إذا كرهتها، قال المازري:((قال أبو عبيد: يقال اجتويت البلاد إذا كرهتها وإن كَانَتْ موافقة لك في بدنك. واستوبلتها إذا أحببتها وإن لم توافقك في بدنك)) (١).
وفيه: دليل على أن عقوبة الكبائر قد تسقط، وقد تُغفر بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه شفاعة له في الدنيا، وقد يشفع له في الآخرة، ويشفع الأنبياء، ويشفع الأبرار لقوم استحقوا دخول النار فلا يدخلونها، بشفاعة الأنبياء والصالحين أو الأبرار.
وفيه: بيان أن هذا الرجل ممن شاء الله أن يغفر له؛ لأنه إنما أتى بما دون الشرك، وهذا بخلاف القاتل نفسه المذكور في حديث جندب رضي الله عنه (٤).