المسلمين، وهم يحبونه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:((هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ))، والصواب أن هذا الحديث على ظاهره؛ فالله تبارك وتعالى جعل في بعض الجمادات إحساسًا، كما قال الله تعالى:{وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، وقال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شيء إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حَنَّ له الجذع (١)، وسبَّح الطعام في يده (٢)، وقال:((إنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ)) (٣)، وهذا خلافًا لما تأوله المازري إذ قال:((يُحبنا أهله فحذف المضاف وَأقام المضاف إليه مقامه)) (٤)، فهذا من التأويل المردود.