٥ - بيان أفضل الصدقة بالنسبة للمتصدَّق عليه، وهي: الصدقة على الأقارب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:((وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ))، وقال في الحديث الآخر:((دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ)) (١).
وجاء في قصة ميمونة رضي الله عنها لما أعتقت وليدة لها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ)) (٢).
في هذا الحديث: أن حكيم بن حزام رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من المال فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه- ثلاث مرات- ثم نصحه بنصيحة انتفع بها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:((إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ))، يعني: تميل إليه النفس، فالشيء الأخضر مرغوب فيه، وكذلك الحلو مرغوب فيه.
وقال له:((فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ))، يعني: من أخذه بسخاوة نفس فلم يتطلع إليه، ولم يسأل، بارك الله له فيه، ((وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ)) وتاشراف: تطلع النفس وتعرضها وطمعها في الحصول عليه، ((لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ)).
(١) أخرجه مسلم (٩٩٥). (٢) أخرجه البخاري (٢٥٩٢)، ومسلم (٩٩٩).