قوله:((رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَيُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، حَتَّى جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ)): في هذا الحديث: إجمال وإبهام، حيث إن ما ذكره هنا مجمل، والعمدة على الأحاديث الموضحة لصلاة الكسوف من أنها قراءتان، وقيامان، وركوعان في أربع سجدات، فلا بد أن يحمل هذا الحديث على ما يوافق الأحاديث السابقة.
والراوي هنا ذكر ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند الكسوف، وأنه:((رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَيُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، حَتَّى جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ))، وهذا هو المشروع عند الكسوف، كما في حديث أبي موسى رضي الله عنه:((إِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ)) (١)، وحديث أبي مسعود رضي الله عنه:((فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)) (٢)، وهذا مجمل توضحه الأحاديث السابقة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الدعاء، والصلاة، والذكر، والاستغفار.
(١) أخرجه البخاري (١٠٥٩)، ومسلم (٩١٤). (٢) أخرجه مسلم (٣١٣).