وفيه: أن أخْذ سورة البقرة بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها السحرة.
وفيه: جواز قول: ((سورة البقرة))، و ((سورة آل عمران))، والرد على الحجاج بن يوسف الذي تورع عن قول:((سورة البقرة))، فقال في خطبة له:((لا تَقُولُوا: سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلا سُورَةَ كَذَا وَكَذَا)) (١)، وهذا لا وجه له، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال- لما رمى جمرة العقبة-: ((هَذَا- وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ- مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)) (٢).
قوله:((فِرْقَان))، و ((حِزْقَانِ)): معناهما واحد، وهما: الجماعتان.
وقوله:((يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ)): فيه: أن أهل القرآن هم الذين يعملون به، سواء كانوا يقرؤونه عن ظهر غيب، أو من المصحف- نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته.
وأهل القرآن هم: الذين يصدقون أخباره، وينفذون أحكامه، ويمتثلون لأوامره، ويجتنبون نواهيه، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويقفون عند حدوده، ويتعظون بمواعظه.
(١) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٢٦٤٢). (٢) أخرجه مسلم (١٢٩٧).