في هذا الحديث: أن الأفضل أن يكون آخر الصلاة وترًا، ولقوله عليه السلام- أيضًا-: ((اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا)) (١)، وهذا الأمر للاستحباب وليس للوجوب؛ لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد الوتر ركعتين، كما تقدم.
قولها:((كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ)): الدائم، أي: المستديم، وفي الحديث الآخر:((وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)) (٢)، فالأفضل الاستدامة على الطاعة، ولو على القليل، وهو خير من أن يصلي بعض الليالي، ثم يترك.
وقولها:((إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ))، أي: الديك باتفاق العلماء، قالوا وسمي بذلك لكثرة صياحه)) ذكره النووي رحمه الله (٣)، وكانت الديكة لها معرفة بتقسيم الليل وترتيبه.
(١) أخرجه البخاري (٩٩٨)، ومسلم (٧٥٢). (٢) أخرجه مسلم (٢٨٢٠). (٣) شرح مسلم، للنووي (٦/ ٢٣).