مكية كلها عند الجمهور، وقيل: إلّا قوله: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ... إلخ. وهى خمسون آية، ومناسبتها لما قبلها: قوله تعالى: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ «١» وهى التي أخبر عنها بقوله:
يقول الحق جلّ جلاله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قربت القيامة، قال القشيري: ومعنى قربها: أنّ ما بقي من الزمان إلى القيامة قليلٌ بالإضافة إلى ما مضى. هـ. قال ابن عطية: وأمرها مجهول التحديد، وكل ما يُروى من التحديد في عمر الدنيا فضعيف. هـ. وَانْشَقَّ الْقَمَرُ نصفين، وقرىء: و «قد انشقَّ القمر» ، أي: اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أنَّ القمر قد انشقًَّ، كما تقول: أقبل الأميرُ، وقد جاء البشير بقدومه.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين، فكانت أحداهما فوق الجبل، والأخرى أسفل من الجبل، فقال صلّى الله عليه وسلم:«اشهدوا»«٢» . قال ابن عباس: إنَّ المشركين قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم: إن كنت صادقاً فشُق لنا القمر فلقتين، فقال:«إن فعلتُ أتؤمنون؟» فقالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل صلّى الله عليه وسلم ربه فانشق فرقتين، نصف على أبي قُبيس، ونصف على قُعَيْقِعان «٣» . وقيل: سألوا آية مجملة، فأراهم انشقاق القمر «٤» . قال ابن عطية: وعليه الجمهور، يعني عدم التعيين.
(١) الآية ٥٧ من سورة النّجم. (٢) أخرجه البخاري فى (التفسير، تفسير سورة القمر، باب وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) ومسلم فى (صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، ح ٢٨٠٠) . [.....] (٣) ذكره القرطبي فى تفسيره (٧/ ٦٤٨٣) . وقعيقعان: جبل بمكة. انظر اللسان (قعع ٥/ ٣٦٩٦) . (٤) أخرجه البخاري فى (مناقب الأنصار، باب انشقاق القمر ح ٣٨٦٨) عن أنس بن مالك.