مكية. وهى سبع وأربعون آية. ومناسبتها لما قبلها قوله: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ «١» وهو يوم القيامة، وهو الذي أقسم عليه بقوله:
يقول الحق جلّ جلاله: وَالطُّورِ، هو الجبل الذي كلّم الله عليه موسى بمَدين، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ وهو القرآن العظيم، ونكّر لأنه كتاب مخصوص من بين سائر الكتب، أو: اللوح المحفوظ، أو: التوراة، كتبه الله لموسى، وهو يسمع صرير القلم، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ، الرَق: الجلد الذي يُكتب فيه، والمراد: الصحيفة، وتنكيره للتفخيم والإشعار بأنها ليست مما يتعارفه الناس، والمنشور: المفتوح لا ختم عليه، أو: الظاهر للناس، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وهو بيت في السماء السابعة، حِيَال الكعبة، ويقال له: الضُراح «٢» ، وعُمرانه بكثرة زواره من الملائكة، رُوي: أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، يطوفون به، ويخرجون، ومَن دخله لا يعود إليه أبداً «٣» ، وخازنه ملَك يُقال له:«رَزين» . وقيل: الكعبة، وعمارته بالحجاج والعُمَّار والمجاورين.
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ أي: السماء، أو: العرش، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ أي: المملوء، وهو البحر المحيط، أو الموقد، من قوله تعالى: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ «٤» ، والمراد الجنس، رُوي «أنَّ الله تعالى يجعل البحار يوم القيامة
(١) الآية الأخيرة من سورة الذاريات. (٢) روى ذلك عن ابن عباس، مرفوعا، فيما ذكره السيوطي فى الدر (٦/ ١٤٤) وعزاه للطبرانى وابن مردويه، بسند ضعيف. وأخرجه ابن جرير، عن سيدنا علىّ رضي الله عنه. (٣) أخرجه مسلم فى (الإيمان) باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ح رقم ٥٩، ح ١٦٢) عن أنس بن مالك رضي الله عنه فى حديث الإسراء، وفيه: «فإذا أنا بإبراهيم عليه السّلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه ... » الحديث. (٤) الآية ٦ من سورة التكوير.