يقول الحق جلّ جلاله: اتَّبِعُوا أيها الناس ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ من أحكام القرآن والسنة إذ كله وحي يوحى، وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى «١» ، وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أي: الله، أَوْلِياءَ من الجن والإنس يضلونكم عن دينه، أو: ولا تتبعوا من دون ما أنزل إليكم أولياء، تتبعونهم فيما يأمرونكم به وينهونكم، وتتركون ما أُنزل إليكم من ربكم، قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ: تتعظون حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره، بعد كمال إنذاره ووضوح تذكاره، وذلك لانطماس البصيرة وعمي القلوب، والعياذ بالله.
الإشارة: اتباع الحبيب في أمره ونهيه يدل على صحة دعوى المحبة، ومخالفته يدل على بطلانها.
قلت:(كم) : خبرية، مفعول (أهلكنا) ، وهو على حذف الإرادة، أي: في الحال أردنا إهلاكها، و (بياتًا أو هم قائلون) : حالان، أي: بائتين أو قائلين، وأغني الضمير في (هم) عن واو الحال.
(١) الآية ٥ من سورة النجم. (٢) البيتان لعبد الله بن المبارك.