شَجَرةٍ، ثم رَاحَ وَتَرَكَها» «١» . ورُوي أن عيسى عليه السلام أخذ لبنة من طوب، فجعلها تحت رأسه، فجاءه جبريل عليه السلام، فوكز الطوبة من تحت رأسه، ونزعها، وقال:«اترك هذه مع ما تركتَ» . وأنشدوا في هذا المعنى:
رضيتُ من الدنيا بقُوتٍ وخرقةٍ ... وأشربُ من كوز حوافيه تُكْسَرُ
قلت:«مَن يعش» : شرط وجواب. وحكي أن أبا عبد الله بن مرزوق دخل على ابن عرفة، فحضر مجلسه، ولم يعرفه أحد، فوجده يُفسر هذه الآية: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ، فكان أول ما افتتح به- يعني ابن مرزوق- أن قال: وهل يصح أن تكون «مَن» هنا موصولة؟ فقال ابن عرفة: وكيف، وقد جزمت؟ فقال ابن مرزوق: جزمت تشبيهاً بالشرطية، فقال ابن عرفة: إنما يقدم على هذا بنص من إمام، أو شاهد من كلام العرب، فقال: أما النص فقال ابن مالك في التسهيل: وقد يحزم مسبب عن صلة الذي، تشبيهاً بجواب الشرط، وأما الشاهد فقوله:
فلا تَحْفِرَنْ بِئراً تُريدُ أخاً بها ... فإنك فيها أنتَ مِنْ دُونِهِ تَقَعْ