الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام-، وعبد الرحمن بن عوف آخر مَن يدخلها من الصحابة- رضوان الله عليهم أجمعين. والغني الشاكر هو الذي يُعطي ولا يُبالي، ويتواضع للكبير والصغير، والوجيه والحقير، والفقير الصابر هو الذي يغتبط بفقره، ويكتمه عن غيره. وبالله التوفيق.
قلت:(لسبأ) فيه الصرف، بتأويل الحي، وعدمه، بتأويل القبيلة. و (مسكنهم) ، مَن قرأ بالإفراد وفتح الكاف على القياس في الاسم والمصدر، كمدخَل، ومَن كسره فلغة، والسماع في المصدر كمسجِد. و (جنتان) : بدل من (آية) أو: خبر عن مضمر، أي: هي جنتان. و (أُكل خَمْطٍ)«١» ، فمَن أضافه فإضافة الشيء إلى جنسه، كثوب خز، ومَن نوّنه قطعه عن الإضافة، وجعله عطف بيان. أو صفة، بتأويل خمط ببشيع.
يقول الحق جلّ جلاله: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ، سئل صلى الله عليه وسلم أرجلاً كان أو امرأة، أو أرضاً أو جبلاً أو واديا، فقال صلى الله عليه وسلم:«هو رجل من العرب، ولد عشرة من الولد، فتيامن ستةٌ، وتشاءم أربعةٌ: فالذين تيامنوا كثرة، فكندة، والأشعريون، والأزد، ومذجح، وأنمارُ، وحميرُ، فقال رجل: مَن أنمار يا رسول الله؟ قال: منهم خَثْعَمُ وبجيلة. والذي تشاءموا: عاملة، وجذام، ولخم، وغسان»«٢» .
قلت: وسبأ هو ابن يشخب بن يعرب بن قحطان. واختلف في قحطان، فقيل: هو ابن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح. وقيل: هو أخو هود عليه السلام. وقيل: هو هود، بنفسه، وإن هودا هو ابن عبد الله بن رباح، لا ابن عابر، على الأصح. فهو على هذا القول ابن أرم بن سام. وقيل: قحطان من ولد إسماعيل، فهو ابن أيمن بن
(١) قرأ نافع، وابن كثير: «أكل» بسكون الكاف، وبالتنوين، وقرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبو جعفر: بضم الكاف مع التنوين. وقرأ أبو عمرو: ويعقوب بضم الكاف من غير تنوين. انظر الإتحاف (٢/ ٣٨٥) . (٢) أخرجه أبو داود فى (الحروف والقراءات ٤/ ٢٨٨ ح ٣٩٨٨) مختصرا، والترمذي فى (التفسير، باب ومن سورة سبأ ٥/ ٣٣٦- ٣٣٧، ح ٣٢٢٢) ، وقال: «حديث حسن غريب» والحاكم (٢/ ٢٢٤) عن فروة بن مسيك المرادي.