١٢٠/ ٢ - قال ابن عقيل:(قال تعالى: {بَاطِلًا}، وقال:{عَبَثًا}، والعبث والباطل: ما خلا عن فائدة للفاعل أو لغيره اهـ)(١).
الدراسة:
هنا فسر ابن عقيل العبث والباطل بما خلا عن الفائدة للفاعل أو لغيره، وهو كما قال.
قال النحاس:(أي: لما قالوا إنه لا حساب ولا جنة و لا نار، قيل لهم هذا)(٢).
ويؤيد هذا سياق الآية بعدها حيث قال سبحانه:{ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية [ص:٢٧]، فجاءت بأسلوب التقريع لظن الكفار أن خلق السماوات والأرض بلا فائدة.
قال الراغب:(ويقال لما ليس له غرض صحيح عبث، قال تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}[المؤمنون:١١٥])(٣).
وقال الزمخشري:(باطلاً: خلقاً باطلاً لا لغرض صحيح وحكمة بالغة، أو مبطلين عابثين، كقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان:٣٨ - ٣٩]) (٤).
وقال القرطبي:(أي: هزلاً ولعباً، أي: ما خلقناهما إلا لأمر صحيح وهو الدلالة على قدرتنا)(٥).
وقال السعدي:(يخبر تعالى عن تمام حكمته في خلقه السماوات والأرض، وأنه لم يخلقهما باطلاً أي: عبثاً ولعباً من غير فائدة، ولا مصلحة)(٦).
(١) الفنون ١/ ٢٧١. (٢) معاني القرآن ٦/ ١٠٦. (٣) المفردات ص ٣٥٧. (٤) الكشاف ٤/ ٩١. (٥) الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ١٩١. (٦) تفسير السعدي ٦/ ٤١٧.