وقال الرازي:({فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ}[الشعراء:٦٣] ولا شبهة في أن المراد: فضرب فانفلق؛ لأنه كالمعلوم من الكلام؛ إذ لا يجوز أن ينفلق من غير ضرب، ومع ذلك يأمره بالضرب؛ لأنه كالعبث، ولأنه تعالى جعله من معجزاته التي ظهرت بالعصا، ولأن انفلاقه بضربه أعظم في النعمة عليه وأقوى لعلمهم أن ذلك إنما حصل لمكان موسى عليه السلام)(٤)، وهذا التفسير هو ما تتابع عليه عامة العلماء (٥).
فإن قيل: فما الحكمة من هذا الحذف؟.
فالجواب من وجوه:
١ - أن هذا من مجاز الحذف المستعمل في اللغة العربية، وهو أسلوب بليغ فصيح.
(١) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان ٧/ ٨، روح المعاني ١٩/ ٦٦. (٢) فحوى اللفظ: أي معناه، ينظر: لسان العرب ١٥/ ١٤٩. (٣) الواضح ٣/ ٢٨١. (٤) التفسير الكبير ٢٤/ ١٢٠. (٥) ينظر: تفسير السمرقندي ٢/ ٥٥٦، المحرر الوجيز ٤/ ٥٥، زاد المسير ٦/ ٤١، الجامع لأحكام القرآن ١/ ٣٩٠، البرهان في علوم القرآن ١/ ٣٥٩، روح المعاني ١٩/ ٨٦.