وهذا الحديث لا دليل فيه للقائلين بوحدة الوجود، بل هو حجَّةٌ عليهم.
قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والحديثُ حجَّةٌ عليهم من وجوه كثيرة:
- منها قوله:«من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة» فأثبت معاديًا محاربًا ووليًّا غير المعادي، وأثبت لنفسه سبحانه هذا وهذا.
ومنها قوله:«وما تقرَّب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه» فأثبت عبدًا متقربًا إلى ربه وربًّا افترض عليه فرائض.
ومنها قوله:«ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه» فأثبت متقربًا ومُتقربًا إليه ومحبًّا ومحبوبًا غيره، وهذا كلُّه ينقض قولهم: الوجود واحد.
ومنها قوله:«فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به» إلى آخره، فإنه جعل لعبده بعد محبته هذه الأمور، وهو عندهم قبل المحبة وبعدها واحد وهو عندهم هذه الأعضاء: بطنه وفرجه وشعره وكل شيء لا تعدد عندهم ولا كثرة في الوجود، ولكن يثبتون مراتب ومجالي ومظاهر؛ فإن جعلوها موجودة نقضوا قولهم" (١).
أ- قال ابن عجيبة: "ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«من حفظ عن أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء»، وفي رواية «بعثه الله فقيهًا عالمًا»(٢)(٣).
(١) مجموع الفتاوى ٢/ ٣٧١ - ٣٧٢. (٢) مخطوط أربعون حديثًا في الأصول والفروع، الخزانة العامة بالرباط، ضمن مجموع يحمل رقم ٢٨٢٩ د، ل/١. (٣) أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد المشهور بالغيلانيات ٢/ ٣٧٤، وابن الجوزي في العلل المتناهية ١/ ١٢١، وابن حبان في الضعفاء والمتروكين ٢/ ١٣٣، والحديث ضعيفٌ ضعَّفه الألباني في مشكاة المصابيح ١/ ٥٥.