ذواتٌ أو أرواحٌ نورانيَّةٌ قادرةٌ على التشكُّل بإذن الله - عز وجل - (١).
أو يُقال: هم مخلوقاتٌ من نُور، قادرةٌ على التشكُّل بإذن الله - عز وجل -، قائمون بعبادة الله - سبحانه وتعالى - وتدبير شؤون الكون بأمره، لا يعلم عددهم إلا الله.
وعرَّفهم ابن حجر بأنهم:"أجسامٌ نورانيَّة، أُعطيت قدرةً على التشكُّل والظهور بأشكالٍ مختلفةٍ بإذن الله"(٢).
وعرَّفهم ابن عجيبة بقوله:"هي أجسامٌ لطيفةٌ نورانيَّةٌ متحيِّزة، لها مادَّةٌ نورانيَّةٌ وتشكيلٌ مخصوص"(٣).
وإطلاقُ لفظِ الجسم على الملائكة لم يأت في كتاب الله - عز وجل - ولا سُنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل هو بدعة، ولم يذكره أحدٌ من سلف الأُمَّة، إضافة إلى أنَّه مخالفٌ لما ثبت في النصوص الشرعية، قال تعالى:{فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}(٤)، ويخالف وصفه تعالى لهم بالقوة، قال تعالى:{قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}(٥).
وقوله (لطيفة) يلزم منه نفي رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل - عليه السلام -؛ لأنَّ معنى الشفافية في اللغة الرقَّة والقلَّة، من ذلك الشف: الستر الرقيق، يقولون: سُمِّي بذلك؛ لأنَّه
(١) ينظر: لوامع الأنوار ١/ ٤٤٦. (٢) فتح الباري ٦/ ٤٥٠. (٣) البحر المديد ٣/ ١٥١. (٤) سورة مريم: ١٧. (٥) سورة هود: ٨١.