قال ابن عجيبة:" (رب) مصدر بمعنى التربية، وهو تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا، ثم وصف به للمبالغة كالصوم والعدل، وقيل هو وصف من ربَّه يربُّه، وأصله: ربَبَ، ثم ادغم، سُمِّي به المالك؛ لأنه يحفظ ما يملكه ويربيه"(١).
خامسًا: تعريف التوحيد اصطلاحًا
قال ابن عجيبة:"الحقُّ واحد في ذاته وفي صفاته، وفي أفعاله فلا شيءَ قبله ولا شيءَ بعده ولا شيءَ معه"(٢).
وعرَّفه بقوله:"إفراد الحق بالوجود في الأزل والأبد"(٣).
وقال أيضًا:"نهاية توحيد الواصلين من العارفين والمريدين السائرين: توحيد الذات، فلا يشهدون إلا الله، ولا يرون معه سواه"(٤).
بل ذهب إلى أبعد من هذا حين قال في موضع آخر:"كلُّ ما يدلُّ على التوحيد من الألفاظ يكفي في الدخول في الإسلام"(٥).
وهذه التعاريف التي أوردها ابن عجيبة للتوحيد قد اشتملت على مخالفات عقدية وهي:
١ - أنه في التعريفات السابقة لا يقرر إلا توحيد الربوبية فقط وأخرج منه التوحيد الذي بعث به الرُّسل عليهم السلام وخلق الخليقة من أجله ألا وهو توحيد الألوهية.
(١) البحر المديد ١/ ٥٤. (٢) إيقاظ الهمم، ٧١. (٣) معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص ٢٩. (٤) البحر المديد ٢/ ٦٦. (٥) المرجع نفسه ١/ ٦٩.