قال الخليل الفراهيدي:"الوَحَدُ: المُنْفَرِدُـ رجلٌ وَحَدٌ، وثورٌ وَحَدٌ، وتفسير الرُّجلِ الوَحِد: الذي لا يُعْرَفُ له أَصْلٌ، ... ووَحَدَ الشَّيْءُ فهو يحد حدة، وكل شيءٍ على حدة بائن من آخر, يقال: ذلك على حدته وهما على حدتهما، وهم على حدتهم، والرَّجل الوحيد ذو الوحدة، وهو المنفرد لا أنيس معه، وقد وحد يوحد وحادة ووحدة ووحدًا، والتوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له، والله الواحد الأحد ذو التوحُّد والوحدانية"(١).
قال ابن فارس:"الواو، والحاء والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانفراد، من ذلك: الوحدة، وهو واحد في قبيلته، إذ لم يكن فيهم مثله ... ولقيت القوم موحد، ولقيته وحده، ولا يضاف إلا في قولهم: نسيج وحده، وعيير وحده، وجحيش وحده، ونسيج وحده، أي: لا ينسج غيره لنفاسته، وهو مثل، والواحد: المنفرد"(٢).
ثانيًا: تعريف التوحيد اصطلاحًا
قال الطحاوي (٣): "نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره"(٤).
(١) العين ٣/ ٢٨٠ - ٢٨١. (٢) مقاييس اللغة ٦/ ٩٠ - ٩١. (٣) هو أبو جعفر، أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي، الطحاوي، ولد سنة ٢٣٨ هـ، انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة في زمانه، وروى عنه خلق كثير منهم: أبو محمد عبد العزيز الجوهري قاضي الصعيد، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقري الحافظ، وله مصنفات منها: معاني الآثار، مشكل الآثار، كانت وفاته سنة ٣٢١ هـ. ينظر: الطبقات السنية في تراجم الحنفية ١/ ١٣٦. (٤) متن الطحاوية، ص ٣١.