تدلُّ نصوص الوحيين دلالةً واضحةً على أنَّ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الملَّة، بل ينقص إيمانه بقدر ما اقترف من الكبائر، ويطلق عليه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، ولا يسلب عنه الإيمان، ومع ذلك لا يستحق أن يطلق عليه اسم مؤمن بإطلاق، بل يبقى معه مطلق الإيمان.
قال ابن جرير - رحمه الله -: "وقد أبانت هذه الآية أنَّ كلَّ صاحب كبيرة ففي مشيئة الله - عز وجل - إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه عليها مالم تكن الكبيرة شركًا"(٢).
وقال النووي - رحمه الله -: "وفي هذه دلالة لمذهب أهل الحق وما أجمع عليه السَّلف أنه لا يخلد في النار أحدٌ مات على التوحيد، والله أعلم"(٣).