القَدَر في اللُّغة: القضاءُ والحُكْم، قال ابن فارس:"القاف، والدال، والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مبلغ الشَّيءِ وكُنْهه ونهايته، فالقَدْرُ: مبلغ كلِّ شيء، يُقال: قَدْرُه كذا، أي مبلغه، وكذلك القَدَر، وقَدَرتُ الشَّيء أقْدِرُه وأقْدُرُه من التقدير، وقدَّرْته أُقَدِّره، والقَدْرُ: قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها لها، وهو القَدَرُ أيضًا"(١)، وقال ابن سيده (٢): "القَدَرُ: القضاءُ والحكْم، قال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(٣): أي الحُكْم"(٤)، وقال الفيروز آبادي:"القَدَر محرَّكة: القضاءُ والحكْمُ ومَبْلغُ الشَّيء، ويُضَمُّ كالمقدار والطاقة كالقَدْر فيهما ... والقَدْر: الغنى واليسار والقوة"(٥)، وقال الزبيدي (٦): "والقدر: التعظيم، وبه فُسِّر قوله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}(٧) أي ما عظَّموا الله حقَّ تعظيمه, والقدر: تدبير الأمر، يقال: قدَّره يقدِّره، بالكسر أي: دبره, والقدر: قياس الشَّيءِ بالشَّيء يقال: قدَّره به قَدْرًا،
(١) مقاييس اللغة ٥/ ٦٢ - ٦٣. (٢) هو أبو الحسين, علي بن إسماعيل المرسي، إمام اللغة، ولد بمرسيه شرق الأندلس، وله مصنفات منها: المخصص، والمحكم والمحيط الأعظم. ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ٣٣٠، سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٤٤. (٣) المحكم والمحيط الأعظم ٦/ ١٨٣. (٤) سورة القدر: ١. (٥) القاموس المحيط ٢/ ١١٣. (٦) محمد مرتضى بن محمد بن الحسن الزبيدي، أصله من واسط بالعراق، ونشأ في زبيد في اليمن، له مؤلفات منها: تاج العروس، إتحاف السَّادة المتقين، وكانت وفاته سنة ١٢٠٥ هـ. ينظر: الأعلام ٧/ ٩٥. (٧) سورة الزمر: ٦٧.